الرئيس العادي
بدأت أمس معركة أنتخابات الرئاسة والترشح والسباق نحو الكرسي ألاهم الذي به
تسلم السلطة ويعود المجلس العسكري الي ثكناته ووضعه الطبيعي الذود عن التراب الغالي
والتساؤل الذي يحير حتي الخبراء والمحللين
هل ستنتهي الانتخابات واختيار الرئيس الي الخروج من النفق الظلم والمنحي الصعب
ام ستكون طريقا للدخول في نفق أشد عمقا وأظلاما
لا أريد أن نعلق حل كل المشكلات ومقولة أن الرئيس المقبل لابد ان يكون رجل المستحيلات ويملك مصباح
علاء الدين الذي يحقق به الاحلام في لمح البصر
في الدول المتحضرة منصب الرئيس لا يعدو كونه منصب مثل غيره من المناصب في الدولة
مع الفارق في توزيع المهام والاختصاصات والدور
ولذلك يأتي الرئيس ويذهب دون ان تختل منظومة الدولة
لانها دولة مؤسسات قائمة بذاتها ودولة قائمة علي الفصل بين السلطات
وهناك أختصاصات للرئيس وأخري للحكومة وثالثة للبرلمان
والقضاء الذي يفصل بين المواطنين وبينهم وبين الحكومة والدولة
لذا منصب رئيس الجمهورية ليس صعبا ولا مستحيلا لذا المقولة الشهيرة التي كان يرددها المخلوع وانصاره
لا يوجد من يصلح لتولي الرئاسة ومسئوليات 80 مليون مواطن وان منصب الرئاسة ليس هينا وليس كل من هب
ودب يترشح له ومازال قطاع عريض من الشعب يشكك في كل المرشحين وقدرتهم علي تولي مهام الرئاسة
أختزلوا مصر بمؤسساتها وكل سلطاتها في شخص الرئيس وكأننا في ممكلة وليس جمهورية ديمقراطية
والسبب في هذا التصور ان المخلوع
كان يمارس أختصاصته واختصاصات الحكومة علاوة علي البرلمان بدء من الدعوة لتعديل الدستور
والاشراف القضائي وقرارت التعليم والعلاج واستقبال الرؤساء والقاء الخطابات وتسليم الجوائز وافتتاح الكباري
وتخصيص الاراضي ورئاسة الحكومة والحزب البائد ولقاء المثقفين ومولد النبوي وشم النسيم وصلاة الجمعة التي كانت نادرة في المناسبات والمجلس الاعلي للقضاء والشرطة والرياضة والسفر والمفاوضات
واذا وجد وقتا يمارس أدق الاشياء حتي يضع السلطة في يده ويتحكم في مصير البلد ويصرفها كيفما يشاء
والنتيجة انه يفعل ما ليس في اختصاصه مما تسبب في تفشي الفساد وسقوط المؤسسات واختلاطها وجمعها
في يد واحدة شخص الرئيس يوجهها كما يشاء ويرغب
لقد كان من اخطر تاثير النظام السابق أفقدنا الثقة في أنفسنا وانه لا يوجد في مصر شخص يستحق ان يصبح رئيس
ولذا علينا استعادة الثقة في قدرات الشعب وانه كثير جدا يستطيع ان يتولي الرئاسة ويصرف امورها باقتدار
وقتها سوف تصبح الرئاسة ممكنة للجميع لانها يمارس سلطاته المحددة دون جنوح او طغيان
وقتها سوف يصبح لدينا رئيس حالي ورؤساء سابقين خارج السجن او القبر
اضافة تعليق