احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

محاولات طمس الهوية

أستهل حديثي بمقولة ( كوردل هل – وزير الخارجية الاميركي 1933-1944 )

اذا أردت أن تلغي شعباً ما، تبدأ بشل ذاكرته التاريخية ثم تشوه لغته وثقافته، وتجعله يتبنى ثقافة أخرى غير ثقافته، ثم تلفق تاريخاً آخر غير تاريخه، وتعلمه إياه، عندئذ ينسى هذا الشعب من هو ومن كان وتندثر معالم حضارته، وبالتالي ينساه العالم ويصبح مثل الأمم المنقرضه

الظاهر للعيان في عالمنا العربي والنهج المتبع هو تشويه الثقافة الاسلامية واللغة العربية وتبني ثقافات وافكار الغرب والقدح في الثقافة الاسلامية بوصفها أنها رجعية متخلفة يفترض التنصل منها بالكلية حتى نتقدم مثل الغرب

تاريخ العظماء يطمس بشكل ممنهج ولا يدرس ويمحى من الكتب المدرسية والمناهج حتى تشعر الاجيال الصغيرة أن الغرب متفوق عليهم ومتقدم وذو تاريخ وحضارة وفكر ويتحتم عليه تبني ثقافتهم وفكرهم                                           وتاريخ بلاده وأمته رعاة حفاة عراه لا يمتلكون موروث ثقافي ولا حضاري ناهيك عن الكتاب والمثقفين الذين استقوا افكارهم الشاذة من الغرب وعاشوا ودرسوا وتعلموا في بلدانهم حينما يأتون يتبوأن مناصب اتخاذ القرار ويحاربون الثفاقة الاسلامية كونها عتيقة متجمدة ويتهمونها أنها السبب في التخلف الذي نحياه مما يتوجب طرحها بالكلية والقاءها عرض الحائط وتبني ثقافة الغرب المتقدمة

إن عملية تغريب الشعوب العربية قائمة على قدم وساق هذا اعلامي يطعن في الاحاديث النبوية وذاك يقدح في آيات بعينها في القرآن كونها صادمة وتؤذي مشاعر الآخرين وغيره يطعن في تفسير الآيات

وآخر ينادي بالدين الوسطي ومن يقول لابد من تجديد الخطاب الديني

حضارة وثقافة العرب مستقاة من الدين والاسلام وتاريخ العرب  يبدأ منذ بزوغ فجر الاسلام الذي اسقط اعظم امبراطورتين في العالم الفرس والروم لا بقوة عدد وعتاد وفنون عسكرية وحربية ولكن عقيدة وايمان مؤزر من السماء

حينما نشاهد في كتبنا المدرسية افلاطون وديكارت وسقراط نقرأ سيرتهم وفكرهم ولا نجد سيرة الخلفاء الافذاذ والقادة الاماجد وتاريخ العظماء حتى يطمس تاريخنا ولا نتذكر ونتداول سوي تاريخهم الضحل

حينما نطالع الصحف والمجلات ونشاهد صفحات تنشر عن حياة الفنانة والراقصة وتاريخها الفني ونضالها وهواياتها ونجوميتها ولا نجد حياة عالم عربي مخترع او خبير او مثقف حتى نأصل في نفوس شبابنا أن العلم والفكر والثقافة لا طائل من ورائها ولكن لابد من تعلم الرقص والتمثيل والغناء فذلك هو التطور والشهرة والنجومية

حينما نشاهد في التلفاز يصدرون لنا مسلسلات تركية مئات الحلقات تحض على الرزيلة وتقتحم كافة الاسر ولا تتورع عن بث زنا المحارم في ابشع صوره ونشاهد افلام اقل ما يقال عنها خلاعة ومجون لاثارة الغزائر وتغييب الشباب وهدم كيان الاسرة

الثفاقة الاسلامية ليست محصورة في القيام بالعبادات التي اصبحت عادة عند الكثيرين وليس عبادة

الحضارة الاسلامية هى لغة وفكر وعبادات وتاريخ وفقه معاملات

كم من حضارات قديمة طمست وصارت طى النسيان بعدما ملأت الآفاق لانها عجزت عن التطور وكانت جامدة ولم تستطع الصمود فكان مآلها الموت والفناء

والحضارة والثقافة الاسلامية نبع لا يجف مياهه كلما نهلت منه تدفق مثل الشلال ما يربو على اربعة عشر قرناً صامدة صلبة لم يستطع النيل منها الغرب حينما اجتاحت جحافل جنودهم بلداننا واحتلوا الارض ونهبوا الثروات وقادوا حربا ضروس لزعزعة الاسلام ونشر ثقافتهم وفكرهم ولغتهم لطمس الهوية والثقافة الاسلامية مستخدمين في ذلك الترغيب عبر فتح مدارسهم ونشر لغتهم وعبر الترهيب والقمع والقتل

وباءت كل محاولاتهم بالفشل الذريع ولكنهم لم يصيبهم اليأس وطوروا الادوات لمواجهة الثقافة والفكر الاسلامي عبر اذرعتهم التي يدسونها في كل مجال

نسي كل هؤلاء أن الاسلام مثل الضياء الذي يشرق في ارض كانت تعيث في الظلام وحينما ابصرت الضياء من المحال أن تقنعها أن الظلام افضل من الضياء 

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق